Médiathèque Syracuse

صدور كتاب "قطع من حياة" لسوزانة باي عن دار الكتب الوطنيّة ودار نقوش عربيّة، وهي لوحات قصصيّة بالانكليزيّة، تصاحبها رسوم الفنّان عمر باي. في ما يلي التّصدير الذي كتبته المديرة العامّة للمكتبة، السّيّدة رجاء بن سلامة لهذا الكتاب : سوزانة باي وأصداء ذاكرتها/ذاكرتنا بريطانيّة الأصل، إفريقيّة المنشا، تونسيّة الهوى والمستقرّ. إنّها سوزانة باي، صاحبة الأقاصيص التي ننشرها في هذا الكتيّب، والتي تصلنا عبرها أصداء من حياتها، تمثّلها خاصّة شخصيّة آنا Anna . ويمثّل عنوان المجموعة Animal crackers قطعة من الحنين، فهو يحيل إلى أغنية للأطفال في بريطانيا، تهدف إلى حثّهم على الأكل. ولدت سوزانة بلندن سنة 1944 وأقامت مع والديها بغرب إفريقيا، ثمّ عادت إلى بريطانيا بعد وفاة والدها وهي طفلة يافعة. فدرست الانكليزيّة والجغرافيا بأكسفورد، ثمّ عادت إلى إفريقيا، وتونس تحديدا بعد أن تزوّجت أحد سليلي العائلة الحسينيّة، مراد باي. اشتغلت بتدريس اللّغة الإنكليزيّة بالسّفارة البريطانيّة، إلى أن تقاعدت سنة 2004. ولد مراد باي، ابن الهادي باي، سنة 1938، وعاش بين منّوبة والكرم إلى أن ألغي النّظام الملكيّ. وغادر البلاد إلى أوروبّا سنة 1965 والتقى بسوزانة ميال Myall ببريطانيا. ثمّ أقاما معا بتونس سنة 1968. اشتغل بوزارة الشّؤون الاجتماعيّة وأقام بسترازبورغ لمدّة عشر سنوات. وابتداء من سنة 1985، استقرّت الأسرة بتونس. إنّه مؤسّس جمعيّة "تاريخ ومصالحة" Histoire et réconciliation. أحداث التّاريخ السيّاسيّ تمثّل حملا لكلّ منّا. وهذا الحمل ثقيل على من يحاول أن تكون له حكاية شخصيّة منفصلة عن حكاية أسرة أو ظرفيّة خاصّة. حكايات سوزان باي تمثّل هذا القسط والثّقل، وتمثّل "ما بعد" تحوّل تاريخيّ يحاول الأفراد انطلاقا منه بناء ذواتهم وشقّ طريقهم. ربّما تكون هذه المجموعة من الأقاصيص أوّل كتاب بالانكليزيّة تنشره دار الكتب الوطنيّة. ربّما ينفتح اليوم باب البحث في تشعّبات الذّاكرة فرديّا وجماعيّا. ربّما يزدهر التّعدّد الثّقافيّ واللّغويّ بتونس مجدّدا، وعلى نحو جديد، لا خوف فيه من هيمنة استعماريّة ولا من اضمحلال لثقافة البلاد. لم يعد يوجد سكّان أصليّون للبلاد، يجب أن يتمسّكوا "بهويّتهم". لا توجد هويّة بل يوجد واقع هادر بما فيه كموج البحر. إنّها تونس الجديدة، الجديرة بحرّيتها وألوانها الصّاخبة المشرقة.